التكريم والإرث

لقد ترك الشيخ أحمد محمد زيدان إرثًا وطنيًا وإنسانيًا عميقًا في ذاكرة المملكة العربية السعودية، لا سيما في قطاع الاتصالات اللاسلكية. فبعد عقود من العطاء، والتأسيس، والتمثيل الدولي، حظي بتكريم رسمي وشعبي يعكس مكانته كأحد أعمدة النهضة التقنية في المملكة.


الجوائز والتكريمات الرسمية

  • وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الدولة، تقديرًا لجهوده الريادية في تأسيس وتطوير البنية التحتية للاتصالات في المملكة.
  • شهادة تقدير من مجلس الوزراء بعد تمثيله المشرّف للمملكة في الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).
  • دبلوم الشرف من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) بعد توليه رئاسة مجلس إدارة الاتحاد عام 1967، كأول عربي وسعودي يصل لهذا المنصب الرفيع.

التمثيل التاريخي في الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)

  • ترأس الشيخ أحمد وفد المملكة إلى العديد من المؤتمرات الدولية، وكان أحد أبرز المساهمين في صياغة سياسات تنظيم الطيف الترددي.
  • عام 1967م، أصبح أول رئيس مجلس إدارة للاتحاد الدولي للاتصالات من خارج أوروبا وأمريكا، وهو إنجاز تاريخي يُسجّل للمملكة باسمه.

تكريم رمزي: “الشنطة الملكية اللاسلكية”

عرف الشيخ أحمد بولائه الكامل للملك عبدالعزيز، وقد رافقه في رحلاته الصحراوية حاملاً الشنطة اللاسلكية الملكية، التي كانت صلته الوحيدة بالعاصمة في غياب أي بنية اتصال أخرى. تحوّلت هذه الشنطة مع الزمن إلى رمز وطني لمرحلة التحوّل في الاتصالات بالمملكة.


أماكن ومؤتمرات تحمل اسمه

  • تم إطلاق اسمه على إحدى القاعات في مقر وزارة المواصلات في الرياض، تكريمًا لدوره كأول وكيل للوزارة.
  • شارك في إطلاق ندوات علمية تحمل اسمه في مجال الاتصالات والهندسة، تخليدًا لإرثه الأكاديمي والمهني.

تأثيره في جيل كامل من المهندسين

  • درّب أكثر من 500 فني ومهندس سعودي خلال فترة عمله الممتدة بين 1950 و1970، وكان يعتبر نقل المعرفة واجبًا وطنيًا.
  • ساهم في تأسيس أول برامج تدريب وابتعاث فني للسعوديين في مجال الاتصالات اللاسلكية، ما ساعد في توطين الكفاءات في هذا القطاع.

إرثه في هواية اللاسلكي

  • كان أول سعودي يحصل على رخصة هاوي لاسلكي رسمية في المملكة بالنداء HZ1HZ.
  • ألهم جيلاً من هواة الراديو، وفتح المجال أمام إنشاء نوادٍ رسمية لهواة اللاسلكي بدعم مباشر منه.

كلماته الأخيرة وإرثه الخالد

رغم اعتزاله الرسمي عام 1972، لم يتوقف عن المساهمة المجتمعية؛ فكان يقدم استشارات فنية، ويساعد في إنشاء أنظمة إذاعة للمساجد والمدارس، ويشارك في مسابقات الراديو الدولية من منزله حتى سنواته الأخيرة.

لم يكن تكريم الشيخ أحمد محمد زيدان مجرّد أوسمة وشهادات، بل تجسّد في رؤية وطنية تحوّلت إلى بنية مؤسسية، وفي أثر باقٍ في نفوس كل من عرفه أو تتلمذ على يده.